صحف إبراهيم (عليه السلام)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بجامعة أم القرى بالمملکة العربية السعودية

المستخلص

المستخلص :

أولاً:أن في تفضيل الله لأنبيائه بعضهم على بعض حکمة بالغة کما أن تخصيص بعض الأنبياء بکتب دون بعض من أوجه تکريمه لبعضهم وتشريفه لهم. ثانياً:أن الإيمان بالکتب منه ما هو إجمالي ومنه ما هو تفصيلي فالإجمالي الإيمان بجميع الکتب، ما سمى لنا منها وما لم يسم لقوله سبحانه وتعالى: [الشورى:15]کما يجب علينا الإيمان التفصيلي بالکتب التي أخبرنا الله عنها کالإيمان بأن الله أنزل التوراة على موسى، والإنجيل على عيسى، والقرآن على محمد، عليهم الصلاة وأتمّ التسليم.ثالثاً : من جملة الإيمان التفصيلي بالکتب الإيمان بأن الله، عز وجل، أنزل کتاباً على نبيه إبراهيم سماه صحفاً، وقد جاء النقل عن هذه الصحف في موضعين من القرآن الکريم. رابعاً: لا نقطع بشيء مما ورد في هذه الصحف إلا ما جاء في النصوص ذکره، وما سوى ذلک إن دلت النصوص على بطلانه رددناه وقطعنا بعدم صحته ، وإن کان حقاً أو لا يحوى حقاً ولا باطلاً فإنا نقرّ ما فيه من حق لکن نتوقّف في نسبته لتلک الصحف ولا نقطع بصحة شيء مما ورد فيه. خامساً: إن صحف إبراهيم أنزلت عليه في أول ليلة من رمضان–إن صح الحديث- ويظهر أنها نزلت جملة واحدة ولا نعلم مکان نزولها عليه. سادساً: إن "صُحُف" جمع صحيفة ، وهي بمجموعها کتاب، وقد جاء في الحديث -إن صح- أن عدد هذه الصحف عشر. سابعاً: إن صحف إبراهيم، کما جاء في النصوص،مشتملة على بعض الأحکام الدنيوية والأخروية، وأغلبها حکم ومواعظ وأمثال. ثامناً: إن هذه الصحف قد انقطع ذکرها منذ زمن بعيد، ولم يوجد لها ذکر إلا النزر اليسير في بعض المراحل التاريخية لبني إسرائيل، وذلک بعد موت موسى، عليه السلام، ولا نعلم هل کانت موجودة عندهم يعرفونها ويقرؤونها ، أو هي ما نزل على إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط في قول الله تعالى: [البقرة:136]أم أن ذلک غيرها؟ وقد قيل بأنها کانت في أيدي اليهود في زمن النبي r يتداولونها بينهم، ولم أقف على صحة شيء من ذلک. تاسعاً: إن هذه الصحف لا أثر لها اليوم ولا يصحّ نسبة شيء من الکتب إليها ، ومن زعم أنها هي الفيدا التي عند الهندوس فقد أبعد النجعة، وقوله باطل من وجوه کثيرة سبق بسطها وتفصيل القول في بطلانها. عاشراً: إن الفيدا أُلّف في فترة زمنية طويلة تزيد على 1500سنة مما سهّل دخول کثير من الأديان والاعتقادات ونصوص الکتب المقدسة فيها، وهذا لا يعني قداستها ولا عصمتها بل ما فيها خليط من الکتب السابقة.
 

الكلمات الرئيسية