إن العلوم النفسية والاجتماعية التي تُدرس في الجامعات العربية إنما هي مستمدة من الغرب , وتعتمد في وصف الإنسان وفي الحقائق التي تذکرها تلک العلوم على البحوث التي أجريت في المجتمعات الغربية , لها تصورها وفلسفتها وثقافتها ومعاييرها وقيمها الخاصة بها. لذا هدفت هذه الدراسة إلى عقد مقارنة بين التصور الإسلامي والتصور الغربي فيما يخص خلق وأصل الإنسان وتطوره, وفلسفة الحياة , مع توضيح أوجه القصور في بعض نظريات علم النفس وعلم الاجتماع. وقد تقسيم البحث إلى ثلاثة مباحث کالتالي: معنى التوجيه الإسلامي لعلمي النفس والاجتماع -مسلمات وشروط تأصيل علم النفس-أوجه الخطأ والقصور في بعض نظريات علمي النفس والاجتماع . وبعد استعراض أدبيات الدراسة تم التوصل لعدة نتائج کان أهمها ما يلي : -إنَّ أغلب نظريات علمي النفس والاجتماع طبقت على الحيوانات, ثم تم تعميمها على الإنسان مع تجاهل الفارق کما أن التعلم فيها تم بالإکراه, و وهو مکبل ؛ هذا يتنافى مع التعلم الحر للإنسان -هذه النظريات کانت تضع الحيوان في موقف تجريبي يحتم عليه استجابة واحدة وکانت تطبق عليه وهو جائع وکل هذا يتنافى مع طبيعة الإنسان الذي کرمه الله -أغفلت هذه النظريات جانب القيم عند التعلم -ترى نظرية الصراع الاجتماعي أن الأسرة هي أول مؤسسة اضطهادية وربطوا المشکلة الأسرية بمظالم نظام الرأسمالي ضد الطبقة العاملة. وقد أوصت الدراسة بناء على نتائجها بضرورة إعادة النظر في کثير من نظريات علمي النفس والاجتماع والتي أشارت لها الدراسة وإعادة صياغتها برؤية إسلامية .