المدخل البيئي في التعليم ( رؤية شاملة ومنظور جديد )"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ تعليم العلوم بجامعة طيبة بالمدينة المنورة وجامعة بنها بمصر

المستخلص

منذ خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعله خليفة فى الأرض سخر لـه کل ما فى هذا الکون من کائنات ، شريطة ألا يتجاوز حدوده فى الجور على تلک الکائنات ، وأن يتعامل معها على النحو الذى يحافظ عليها وينميها ، لکن الإنسان بظلمه وجهله يتذکر دائماً ماله وينسى ما عليه ، فأخذ ينهل من موارد بيئته دون قيد أو شرط حتى وصل بها إلى حد تخطى مرحلة الإنذار إلى مرحلة الخطر الحقيقى الذى بات يهدد بقاء ذلک الإنسان نفسه على کوکب الأرض0
وقد تعاظم التأثير الضار للإنسان على البيئة فى القرن العشرين بما استحدثه من التکنولوجيا ، وبما سخره من طاقات لم يکن للبيئة الطبيعية عهد بها من قبل ، فأخذ يستنزف مواردها حتى وصل بها إلى مرحلة اللاعودة0 (محمد صابر سليم ، 1999، ص25)0
حقاً… لقد أوقع الإنسان البيئة فى خطر، حيث أحدث – خلال العقود القليلة الماضية – تغييرات خطيرة فى ميزان تلک البيئة ، وکانت النتيجة الحتمية لذلک تعرض جميع الکائنات الحية وغير الحية لخطر بات من الصعب مواجهته ومعالجة آثاره0 (محمد منير سعد الدين ، 1997، ص6)0
وفى ظل هذا الوضع المتردى للبيئة بجميع دول العالم ، لم يکن أمام الحکومات والقيادات السياسية والمنظمات والهيئات الدولية المنوطة بشؤون البيئة سوى المواجهة ، وأخذ قضايا ومشکلات البيئة مأخذ الجد0
وما إن انتهت أعمال مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة الإنسانية  The United Nations Conference of Human Environment  الذى انعقد بمدينة " استوکهولم " بالسويد فى الفترة من 5 – 16 يونيو 1972م ، حتى توالت عشرات المؤتمرات والندوات الدولية والإقليمية والمحلية – سنوياً – حول البيئة وقضاياها فى شتى بقاع الأرض ، وأقبلت دول العالم على إنشاء المزيد من المنظمات والهيئات الرسمية وغير الرسمية المعنية بشؤون البيئة وحماية مواردها ، حتى ارتفع عدد الدول الموجود بها مثل هذه المنظمات من (26) دولة عام 1972م إلى (144) دولة بعد مرور عقد واحد من الزمان. (دافيد رند، 1997، ص ص 59- 60)0
وقد بلغ الاهتمام بشؤون البيئة وحمايتها أشده حين أنشأت حکومات معظم الدول وزارات خاصة بشؤون البيئة ، ومن ثم صدر العديد من القوانين والتشريعات والقواعد التى تحکم سلوک الأفراد تجاه البيئة وتحدد کيفية التعامل الرشيد مع مواردها. لکن الذى يدعو للغرابة حقاً أن تلک الإجراءات لم تکن کافية لردع سلوک الإنسان الخاطئ وتصرفاته الجائرة تجاه البيئة ومواردها. وهنا أدرک الجميع أن الحل ليس فى إصدار التشريعات والقوانين بقدر ما هو فى تربية الإنسان تربية بيئية سليمة0

الكلمات الرئيسية