" دور مناهج التاريخ في تحقيق الأمن الفکري في عصر المعلومات "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية للبنات بابها جامعة الملک خالد

المستخلص

المقدمة :

انقضى القرن العشرين تارکاً لنا تقدماً علمياً وتکنولوجياً کبيراً استطاع الإنسان أن يحرزه في فترة وجيزة تعادل ما أمکنه التوصل إليه في حقبة تاريخية طويلة، وأثر ذلک التقدم بشکلٍ أساسي على مجالات الاتصالات والمعلومات مما حول العالم إلى قرية کونية صغيرة ؛ ونقله ذلک التطور من زمان ومکان ذي أفاق محدودة إلى أفاق أرحب تشمل الکون بأسره ، وهو ما أطلق عليه العولمة ، ذلک المفهوم الذي ذاع عبر العالم في السنوات الأخيرة بعد أن کان لسنوات قريبة ماضية مجرد تعبير أکاديمي لا يشعر الکثيرون بوجوده حولهم قبل أن يتحول إلى واقع ملموس يتيح فرصاً کما يفرض مخاطر في مجال الإعلام ( ناهد رمزي ، 2004، ص17).
إن التقدم التقني في مجال الاتصالات والمعلومات قد أحدث ثورة جديدة في حياة الناس ، فهناک ما يزيد على خمسمائة قمر صناعي تدور حول الأرض مرسلة إشارات لاسلکية، تحمل في مضامينها صوراً ورسوماً ودلالات للحياة العصرية ، ولما يستجد في أنحاء الأرض ، ولأول مرة في التاريخ أمکن للناس أن يروا ما يحدث في أطراف المعمورة وقت حدوثه؛ لقد صار في  بيوت کثيراً من الناس عشرات النوافذ التي يطلون منها على العالم، فالمحطات الفضائية والشبکة العنکبوتية تبث على مدار الساعة  والصحف والمجلات المتنوعة تغطى کل مجالات الحياة ( بکار2000، 58).
ولقد أدت هذه النقلة في سلم التطور التکنولوجي إلى نقلة نوعية في کل جنبات الحياة ، فأصبح الإنسان ابن عالمه ولم يعد ابن بيئته التي ولدته وربته، يعرف کل ما يجرى في أرکان الدنيا الواسعة ويتأثر بما يصيب أي شعب ، ويستمتع بما يبدع الآخرون في أمم الأرض ( قمبر،1992 ص36).
ويعتبر الغزو الفکري من الظواهر  الاجتماعية التي تنشأ وتترعرع في ظل عوامل نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية معينة وتشترک جميع هذه العوامل والظروف بشکل أو بأخر في تهيئة البيئة اللازمة للغزو الفکري لنفث سمومه في المجتمع.

الكلمات الرئيسية