" الجهود التربوية لبعض علماء الحديث "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة أم القرى

المستخلص

مستخلص الدراسة :

هدفت هذه الدراسة إلى البحث في جهود علماء الحديث التربوية ، وإبرازها  وبيان أثرها على العملية التربوية في عصر العلم  وذلک في المجالات التالية : التأليف التربوي،  التدريس بناء المدارس ودور العلم. وقد تحدد موضوع الدراسة من خلال الإجابة عن سؤالها الرئيس التالي: ما الجهود التربوية لعدد من علماء الحديث عبر عصور الإسلام المختلفة ؟. وقد استخدمت الباحثة المنهجين الوصفي والاستنباطي. حيث شملت الدراسة تمهيد عن: مدرسة المحدثين : ظهورها أهدافها ، أدوارها التربوية . کما شملت المبحث الأول : جهود بعض علماء الصحابة : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، و أم المؤمنين عائشة بنت أبي بکر الصديق  رضي الله عنهما. والمبحث الثاني : جهود بعض علماء الحديث في المشرق الإسلامي : الإمام البخاري الخطيب البغدادي ، الإمام الذهبي ، ابن حجر العسقلاني . وکان من أهم النتائج: تأسيس أول مدرسة فکرية تقودها امرأة في العالم الإسلامي ،وقد أسستها أم المؤمنين عائشة بنت أبي بکر الصديق رضي الله عنهما . أن مدرسة أم المؤمنين عائشة کان روادها من النساء والرجال  وهو ما يعد تأسيسا لقاعدة جواز تلقي العلم على يد النساء. تزعم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه تأسيس مدرسة الاجتهاد في ضوء الکتاب والسنة ،والتي عرفت فيما بعد بمدرسة الرأي ووضع لهذه المدرسة أسسا رصينة من الکتاب والسنة. نجح ابن مسعود في تأهيل طلابه للوصول لمستوى أهداف هذه المدرسة الوليدة في العالم الإسلامي ، واستطاع تلاميذه تطبيق الأسس التي تعلموها على يديه في واقع الحياة مما کان له أبلغ الأثر في ذيوع صيت هذه المدرسة. أبدع البخاري في تأليف کتاب تربوي معني بالأخلاق بالاعتماد على جمع نصوص السنة المتعلقة بذات الموضوع في مکان واحد وهو جهد تربوي مبتکر في عمر التربية الإسلامية في وقته ،وقد جرى على سيرته عدد من العلماء فيما بعد. قدم الإمام الذهبي رؤية نقدية لأحوال التربية والتعليم في عصره بشکل عميق ودقيق استشعر جوانب القصور والخلل التي أدت إلى الجمود والتراجع العلمي والتربوي في ذلک العصر وقدم حلول وآليات صاغها بمقاييس وخبرات أهل عصره . أبدع ابن حجر في طرق التدريس وابتکر من الأساليب ما لم يکن معهودا قبله مما جعل حلقاته قبلة لطلاب العلم .