" النشـــر الإلکتروني والبحث العلمـــي "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة الجوف

المستخلص

لقد شهدت نهايات القرن الماضي تطورا کبيرا في تکنولوجيا المعلومات والاتصالات. ومع حلول الألفية الثالثة تسارعت وتيرة هذا التطور وبلغت درجاتها القصوى, الأمر الذي أحدث تطورات بالغة التأثير على ثقافات العالم وأنماط المجتمعات.
ومما لاشک فيه ولا جدال أن المعلومات صارت نافذة للتقدم والتطور الاقتصادي, والسياسي, والاجتماعي, والثقافي, والعلمي, ....الخ. ولم تعد معيارا للتقدم والتخلف فحسب, بل غيرت في بنية مصادر الثروة في المجتمعات وأدت إلى تدفق أحادي للمعلومات من دول غنية بالمعلومات إلى دول أخرى فقيرة للمعلومات(بيزان, 2007: ص 195).
وربما ما يميز وسائل الاتصال الحديثة عن تلک التي سبقتها, أنها ضغطت زمن تداول المعلومات إلى حد لم يکن إلى وقت قريب إلا ضربا من الخيال. وأصبحت المسافات التي کانت العائق الأساس في تداول المعلومات بين بني البشر إلى عامل غير ذي معنى, بعد أن أصبح بإمکان المعلومات أن تدور عبر الأقمار الاصطناعية في دورة کاملة حول الأرض بأجزاء من الثانية. هذا علاوة على دقة المعلومات المنقولة وتنوع أشکالها وغزارتها(عبود, 2007: ص 145).
وفي خضم هذه التغيرات الناتجة عن الثورة المعلوماتية التي نشهدها, عرفت صناعة النشر تطورا کبيرا, فبعد أن کانت مبنية على أسس وأنماط تقليدية عرفت عند المتخصصين بالمرحلة الورقية, جاءت المرحلة اللاورقية والتي شهدت ظهور أوعية جديدة للمعلومات کالمواد السمعية البصرية والمصغرات الفيلمية فضلا عن أوعية المعلومات الإلکترونية کالأقراص بمختلف أنواعها وملفات البيانات الآلية(کريم, 2005: ص 142).