" المجالات العلميــــــة الافتراضيــــــــــة "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية

المستخلص

مقدمة:

إن الناظر للتعليم المعاصر يلاحظ تزايد الطلب الاجتماعي على مقاعد التعليم في جميع مراحله بشکل لم يسبق له مثيل بحيث صار حجم هذا الطلب أکثر بکثير من قدرة المجتمع الاقتصادية على الاستجابة له بالطرق والأساليب التقليدية، وزيادة الحاجة إلى التعليم المستمر کاستجابة منطقية للتحديات الناشئة من سرعة التغير العلمي والتکنولوجي وإتباع نطاقه ليشمل مجالات الحياة کافة، علاوة على ازدياد وعي المواطنين بأهمية التعليم، إضافة إلى الثورة العلمية والتکنولوجية التي شهدتها العقود الأخيرة من القرن الماضي وبدايات القرن الحاضر والتي أدت إلى ما يسمى بالانفجار المعرفي، وکذلک انتشار شبکات الاتصالات وتطورها، والعولمة التي تنطوي على کثير من التحديات (الهنيدي، 2005م: ص81).
ونتيجة للتطورات المعلوماتية والانفجار المعرفي واقتحام التقنيات الحديثة معظم مجالات اجتهادات الإنسان، توافرت أنماط غير تقليدية استخدمت في التعليم والتعلم أخذت تنمو وتزدهر خاصة في الآونة الأخيرة (التودري، 2006م: ص13). فلم يشهد عصر من العصور التقدم التقني الذي شهده هذا العصر في مناح متعددة والتي من أهمها الثورة الهائلة التي حدثت في تقنيات الاتصالات والمعلومات، والتي توجت أخيرا بشبکة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وقد استثمر التعليم هذا التقدم بطريقة موازية في وسائله، فظهرت الاستفادة من هذه التقنيات داخل حجرات الدراسة وبين جنبات المدارس والجامعات، إلا أن الأمر الأکثر إثارة هو تأسيس تعليم متکامل معتمدا على هذه التقنيات وهو ما سمي بالتعليم الافتراضي Virtual Learning، وقد تزايد الاهتمام بهذا النوع من التعليم في الآونة الأخيرة (التودري، 2006م: ص70).