" الدلالات التربوية المستنبطة من وصايا سورة الإسراء وتطبيقاتها التربوية "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أم القرى

المستخلص

المقدمــة :

الحمد لله الذي منّ علينا بالإسلام ، وأوصانا بکل ما فيه خير للأنام والصلاة والسلام على النبي المختار محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه البررة الکرام ، ومن دعا بدعوته وتمسک بسنته إلى يوم المعاد، وبعد ..
فالقرآن الکريم معجزة خالدة، خص الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم  وتکفل بحفظه ورعايته، قال تعالى في محکم التنـزيل ) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( (سورة الحجر، آية 9) ، ولا يعتريه نقص ولا تحريف ولا تأويل، قال تعالـى )  لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَکِيمٍ حَمِيدٍ( (سورة فصلت، آية 42)، فقد حفظ الله کتابه العزيز ليبقى المصدر الأول للأحکام التشريعية والرکيزة الأساسية التي تبنى عليها حياة المؤمن ، وفيه البشارة والوعيد للناس کافة على مر العصور والأزمان .
وقد أجّمل القرآن، العقيدة الإسلامية، وقواعد تطبيقها في المجتمع، کما تضمن قواعد تنظيمية وتشريعية واقتصادية وإجتماعية، فلم يغفل شيئاً، ولم يترک قضية، کما جاء في الآية الکريمة عند قوله تعالى) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُکُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْکِتَابِ مِنْ شَيْءٍ( (سورة الأنعام،آية38)، ويقول نيازي (1406هـ)“القرآن الکريم کتاب الدين والدنيا ودستور العلم والعمل يوافي الأحياء بما لا يحتاجون بعده شيئاً في قضايا العقيدة، وشئون العبادة ومنهج السلوک ”