أثر تراجع الدور التربوى والتعليمى للمدرسة على انتشار ظاهرة التعليم الظلى فى ضوء التغيرات المعاصرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية النوعية جامعة دمياط

المستخلص

يشهد العالم اليوم، ونحن فى مطلع القرن الحادى والعشرين سلسلة من التغيرات والتطورات المعرفية والتکنولوجيه لم يسبق لها مثيل فى تاريخ البشريه و التي من أهمها النمو السريع في کم التراکم المعرفي والتطور التکنولوجى نتيجة للثورة العلمية و التکنولوجية التي تشهدها البشرية,. وقد تأثر مجال التعليم فى کل مستوياته ومراحله تأثراُ جذرياُ بهذه المتغيرات المجتمعية والعالمية التى تفرض نفسها على المؤسسات التعليمية بکل مکوناتها وعناصرها وأدوارها. ولذلک أصبح التعليم فى مصر يعانى من العديد من الأمراض التربوية والتى من أهمها إنتشار ظاهرة التعليم الظلى (الدروس الخصوصية) بمختلف مراحلة ولاتقتصر خطورة هذه الظاهره على عبء الذى تنوء به کواهل الکثير من الأسر، والذى تجاوز مليارات الجنيهات فى تعليم يتم خارج المدرسة وبعيدا عن أعين الإنفاق تربوية واعية أو مسؤلة  و يضاف الى ذلک خطورة تهميش دور المدرسة النظامية وتهديد ثقة المواطن بالمؤسسة التربوية بکل إمکاناتها المادية والبشرية والتقنية على أداء الأدوار المنوطة بها من قبل الدولة وتفريغ مجانية التعليم من مضمونها وهدر وضياع جزء من موازنة الدولة حيث أدى عدم إنتظام التلاميذ و الطلاب في المدارس إلى تحويلها لمکان لعقد الإمتحانات و ليس بيئة للتعلم و التعليم ، واختفاء مبدأ تکافؤ الفرص التعليمية وما قد يصاحبه من تداعيات مجتمعية هذا بالإضافة إلى خطورة تأثيرها على الطالب من الناحية العلمية والشخصية والنفسية والإجتماعية . لذا فظاهرة التعليم الظلى (الدروس الخصوصية) التى يتناولها هذا البحث تستحق قدرا أکبر من الإهتمام من جانب المخططين وواضعى السياسات التعليمية والباحثين لرصد الظاهرة وتحليلها وفق آلية متواصلة للاستفادة من التجارب السابقة  وتعميق الدراسات والأبحاث فى ضوء تغير الظروف المجتمعية والدولية ، لما لها من أثار سلبيةعلى المجتمع والمدرسة والطالب ، ولإنتشارها  فى العديد من الدول الأجنبية والعربية وخاصة مصر ،حيث أضحت واقعاً ملموساً صحبه تطوراً فى أشکاله وتأثيراته. ومن هنا نبعت مشکلة الدراسة والتى تتمثل فى السؤال التالى : ما مدى مسؤلية المدرسة (المؤسسة التعليمية النظامية) بعناصرها ومکوناتها المادية والبشرية فى إنتشار ظاهرة التعليم الظلى (الدروس الخصوصية)، ومدى إمکانية التوصل لتصور مقترح لتفعيل وتطوير أدوار المدرسة ،لاستعادة ثقة المجتمع بأهمية وخطورة الأدوار التى تقوم بها لبناء وتکوين مواطن فاعل يساهم فى بناء المجتمع وتطويرة فى ضوء المتغيرات المجتمعية والعالمية؟وتمثلت  أهداف البحث فيما يلى : التعرف على عناصر ومکونات المؤسسة التعليمية (المدرسة) ومدى مسؤلية کل منها فى إنتشار ظاهرة التعليم الظلى.و التعرف على أبعاد تلک الظاهرة وأسبابها المختلفة ومدى إنتشارها  وتوضيح وتحليل أهم تلک الأسباب من وجهة نظر(خبراء التربية والمديرين والمعلمين ـــ أولياء الأمور )بالمدارس الحکومية والخاصة ، و الوصول لتصور مقترح لتطوير عناصر ومکونات المؤسسة التعليمية المادية والبشرية لتفعيل أدوارها المتعددة لمواجهة والحد من انتشار تلک  الظاهرة فى ضوء المتغيرات المجتمعية والعالمية المعاصة . وقد استخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى ومنهج الإحصاء الوصفى فى تفريغ النتائج التى تم الحصول عليها فى الدراسة الميدانية وجدولتها. وقد صممت الباحثة قائمة إستبانتين  کأداة لجمع البيانات. أهم النتائج التى توصلت لها الباحثة : تمثلت فى أن عدم قدرة المؤسسة التعليمية على مواکبة تلک المتغيرات المجتمعية والعالمية الحديثة فى مجالات متعددة ، ، تسبب بدوره فى إحداث خلل وقصور فى أداء وظائفها وتحقيق أهدافها ، مماأدى إلى فقد ثقة أفراد المجتمع فى أهميتها وفاعليتها فى تحقيق التعلم والتعليم للأبناء فاتجهوا للدروس الخصوصية مما ساهم فى إنتشار تلک الظاهرة ، هذا بالإضافة إلى تراجع هيبة واحترام المعلم فى المجتمع بسبب العلاقة المادية بينه وبين الطالب وولى الأمر ،بسبب تدنى راتب المعلم وعدم وجود حوافزمادية ومعنوية مناسبة تشجعة على ترک الدروس الخصوصية  ،مما يتطلب ضرورة تطوير المؤسسة التعليمية (المدرسة) بمکوناتها وعناصرها المادية والبشرية لجعلها أکثر فاعلية واستجابة لحاجات المجتمع، وقدرة على مواجهة التغيرات الحادثة والنظر فى الأوضاع المادية والإجتماعية للمعلم ،ووضع خطط وإستراتيجيات تطوير التعليم موضع التنفيذوالتطبيق والمتابعة والتقيم المرحلى المستمر وهذا ما تناولته الباحثة فى التصور المقترح.

الكلمات الرئيسية