ابن سينا ومنهجه في التربية والأخلاق

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 کلية التربية جامعة بنهـــــــــــــــــا

2 کلية دار العلوم جامعة القاهرة

المستخلص

تعتبر التربية والأخلاق من أهم المجالات التي عُنِيَ بها ابن سينا في فلسفته، وترک لنا فيها کثيرًا من الکتب والرسائل، وهذا البحث محاولة لِتَسْليط الضوء على أحد هذه المسائل، وهي منهج ابن سينا في التربية والأخلاق. وقد احتوى هذا البحث على ثلاثة مباحث، تتناول: ترجمة ابن سينا، ومعرفة النفس وکيفية سياستها في فکره، وکيفية اکتساب الأخلاق عنده ومن أهم النتائج المتعلقة بهذه الدراسة أن ابن سينا له اهتمام ملحوظ بالنفس البشرية رغبة في الوصول بها إلى کمالها المنشود؛ فکتب في ذلک الکثير من الرسائل، کما تناولها في ثنايا العديد من کتبه، وکان يرى أن الطريق إلى تهذيب النفس يکمن في معرفة المرء لنفسه ومعرفته للآخرين، وعلى هذا الأساس يبني منهجه في تربية النفس وسياستها.  واهتم ابن سينا بتربية الطفل والعناية به صحيًّا ونفسيًّا، وکان أحد أولئک الذين أفاضوا في الحديث عن العناية بالطفل في مراحل نموه المختلفة، وأسهم من خلال کتابه السياسة في وضع قواعد منهجية لتربية الأولاد، وله آراء فلسفية وتربوية مهمة في تأديب النشء وتربية الأولاد. وقد دعا ابن سينا إلى مراعاة أخلاق الطفل وإبعاده عن المؤثرات الضارة على سلوکه وأخلاقه, واعتبر أن مبدأ الثواب والعقاب ضرورة تربوية يُلجأ إليها في بعض الحالات الملحة، وأشار إلى الدور البارز لأقران التعلم، کما وضع شروطًا ومواصفات لمن يکون أهلا لتعليم الصبيان. وقد وجَّه الأنظار إلى الصفات السلوکية والخلقية التي يجب على المعلم أن يتمتع بها. وانتبه ابن سينا إلى شرائط التعليم والتعلم سواء تعلق الأمر بالمعلم أو المتعلم أو المادة، وحث على وجوب مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، ومراعاة الميول والمواهب الخاصة بالمتعلم. والجدير بالذکر استمد ابن سينا منهجهه التربوي والأخلاقي من الدين الإسلامي، ومن واقع عصره ومجتمعه، والتربية عنده لا تقتصر على مرحلة واحدة، بل تشمل تربية الطفل منذ لحظة ولادته حتى زواجه وانخراطه في الحياة الاجتماعية، کما إنها لم ترکز على جانب واحد من شخصيته، بل تهتم بکل جوانب الشخصية الإنسانية الفردية، والمجتمعية، والأخلاقية، والدينية، والمهنية، وتسعى إلى تحقيق تکاملها العقلي والجسدي والانفعالي

الكلمات الرئيسية