مظاهر التجارة بالتعليم الجامعي وتأثيراتها التنافسية في مصر: دراسة مستقبلية

هدفت الدراسة الحالية إلى تحليل تأثير التجارة بالتعليم الجامعي على القدرة التنافسية للجامعات الحکومية في مصر، ووضع سيناريوهات ممستقبلية لما يمکن أن تکون عليه في المستقبل. واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، لرصد التحولات العالمية لا سيما العولمة والجاتس والليبرالية، التي أدت إلى تحرير التجارة بالتعليم، ووصف مظاهر التجارة بالتعليم الجامعي على المستوى العالمي، التي تتمثل في الحراک الدولي للطلاب، والتعليم العابر للحدود، والفروع الدولية للجامعات، مع تحليل تجارب المملکة المتحدة، والصين، والإمارات العربية. ثم تحليل هذه الظاهرة محليًا، من خلال تقديم تحليل سوسيو تاريخي لتطور التجارة بالتعليم الجامعي في مصر، ووصف مظاهر ذلک في نظام التعليم الجامعي المصري التي تتمثل في  التحول نحو النموذج التجاري للجامعات، وتنوع مؤسسات التعليم الجامعي، تنوع البرامج، الحراک الطلابي،  وتحليل تأثير ذلک على قدرة الجامعات الحکومية على التنافسية المحلية مع الجامعات الخاصة وکذلک الجامعات الأجنبية. وذلک من خلال التقارير، والبيانات المتاحة، ونتائج الدراسات السابقة. بالإضافة إلى استخدام أسلوب السيناريو. وتوصلت الدراسة إلى تقديم سيناريوهات لمستقبل التجارة بالتعليم الجامعي في مصر: أولهما، السيناريو المرجعي الذي يتنبأ باستمرار الأوضاع الراهنة، بالتوسع في الجامعات الخاصة، والجامعات الأجنبية، وترشيد المجانية في الجامعات الحکومية، وتکريس الطبقية في التعليم الجامعي بتنوع مؤسساته طبقًا للشرائح المجتمعية والاقتصادية. وثانيهما سيناريو الإصلاح الذي يعمل على اتخاذ إجراءات لمجابهة العولمة والليبرالية والجاتس، والاستفادة من الفرص المتاحة من خلالهم بدلًا من الوقوع تحت الضغوطات الناجمة عنهم، وکذلک بناء القدرات الذاتية للجامعات الحکومية بما يضمن لها المنافسة، والدخول في تعاون مع نظم التعليم الجامعي العربي والإفريقي.