إسهام الوقف على الشؤون الاجتماعية في مکة المکرمة إبان العصر العثماني

      للحرم المکي الشريف أهمية تاريخية وحضارية ودينية وتجارية , وقد کان البيت الحرام مقصد الناس للحج منذ القدم , ولقد نزول الآيات القرآنية ووردت الأحاديث النبوية في فضله ذلک لأنها مهوى أفئدة المسلمين .
وعلى الرغم من أن مکة المکرمة لم تکن بعد الخلافة الراشدة عاصمة لأي دولة إسلامية بشکل مستمر , فان جميع الدول التي تعاقبت على حکم الشرق الإسلامي , حرصت على أن يکون الحجاز تحت حمايتها ,ومکة المکرمة على وجه الخصوص لتفردها من بين مناطق الحجاز جميعاً ؛ کونها أقدس المدن التاريخية , فمکة هي القاعدة الرئيسية لبلاد الحجاز کما وصفها بعض المؤرخين.
يقول محقق الأرج المکي : "فإذا کانت "القاهرة" و"بغداد" و"دمشق" وغيرها من البلاد تمثل دورا على مسرح الأحداث العربية بالغ الأهمية , طوال فترة الخلافة الإسلامية وما بعدها  بوصف هذه البلدان من أهم العواصم الإسلامية التي طوت في أکتافها وبين جوانحها ذکريات الأمة العربية وتاريخها وتقلبات شعوبها , وتطلعات ثقافتها , فإن مکة کانت دائما ودوماً القلب النابض بين البلدان , والمعبر عن حاضرها التاريخي والثقافي , فما من ملک أو سلطان إلا واهتم بها ، أو ما من عالم إلا وقد شغف بها , وما من موحد إلا واشتاق لمزارها أيا کان شأنـــه وموطنه