تدريب أمهات الأطفال التوحديين على استخدام أنشطة الغناء في تنمية بعض مهارات التواصل غير اللفظي لأطفالهن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة حلوان

المستخلص

الاهتمام بالطفل يعني الاهتمام بمستقبل الأمة ، والاهتمام المبکر به يعني وعي الأمة بما تمثله هذه المرحلة من أهمية في حياة المجتمعات ، فليس هناک اختلاف کبير بين العلماء على أن السنوات الأولى هي الأهم في حياة أي إنسان ، حتى أن البعض يطلق عليها السنوات التکوينية التي تتکون فيها وتتضح معالم شخصيته التي سوف تصاحبه طوال حياته. وهذا الاهتمام لا يعني مجرد توفير الرعاية والعناية اللازمة لتنشئة هؤلاء الأطفال وفق اجتهادات شخصية ، وإنما يعني- في المقام الأول- أن تکون هذه العناية وتلک الرعاية مبنية على أسس سليمة تتلمس أطرها من النظريات العلمية والتطبيقات التربوية التي توصل إليها العلماء في مجال تربية الطفل والعناية به في جميع جوانب النمو بعد جهد علمي منظم ، وبما يتيح للقائمين على تربية هؤلاء الأطفال ترجمة هذه النظريات وتلک التطبيقات إلى خبرات تتجاوب مع الواقع سلوکاً وعملاً.
وإذا کان الاهتمام المبکر بالطفولة يعد أمراً حتمياً وضرورياً بالنسبة للأطفال العاديين، فهو أکثر إلحاحاً وأهمية بالنسبة للأطفال المعاقين ؛ فسنوات الطفولة المبکرة التي تمتلئ بالحيوية والنشاط واللعب والاستکشاف بالنسبة للأطفال العاديين ، تکون بالنسبة لهم مرحلة معاناة وحرمان، وضياع للفرص ما لم توجه لهم العناية والرعاية بالقدر المناسب ، وفي الوقت المناسب ، وهنا تبرز أهمية التشخيص المبکر(فاروق صادق ، 1993،9) ، والتدخل المبکر تربوياً ونفسياً واجتماعياً وطبياً، على أن يتم ذلک في إطار من الرعاية المتکاملة التي يشارک فيها فريق عمل متکامل من الأخصائي النفسي والتربوي ، والاجتماعي.  
ومن أهم الأدوار في هذه المرحلة المبکرة من حياة الطفل دور الأسرة، وفي طليعتها الأم ، التي تعد المؤسسة الأولى لتربية الطفل، وهو دور لا يتوقف عند حد توفير الحاجات الأساسية والمتطلبات المادية ؛ کالغذاء والملبس واللعب والرعاية الصحية، بل يمتد ليشمل إمداده بالمعارف والمهارات الأساسية، وأنماط السلوک الاجتماعي المرغوب التي تسهم في تکوين شخصيته؛ حيث إن إهمال العناية بالطفل في هذه المرحلة قد ينشأ عنه مشکلات لا يمکن التنبؤ بنتائجها المستقبلية على حياة الطفل الاجتماعية والنفسية والمهنية.