الملامح التربوية لأخلاقيات الحرب في السيــرة النبوية..المعــاهدة والمنــابذة، ومعاملة الأسرى أنموذجا ( دراسة تربوية تأصيلية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أم القرى بمکة المکرمة

المستخلص

الثبات في تعامل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع أعدائه وأتباعه ، في حالة الحرب والسلم هو المعيار الخلقي الذي يقف التأريخ مقراً له بکمال الأخلاق وسمو الهدف من الحرب ، لذا سطرت کتب السيرة النبوية أروع الأخلاق وأنبلها من خلال ممارسات عملية واقعية ، لو لم تنقل برواية العدول الثقات وبأعظم منهجية علمية عرفها التأريخ في الدراية والرواية ، لظنها الإنسان ضرباً من الخيال ، لاسيما وهو يرى الانحطاط الخلقي في الحروب المعاصرة التي لم تراع حرمة الإنسان ، ولا الحيوان ، ولا البيئة ، حتى أصبح من المألوف في الحروب المعاصرة أنها إذا وقعت وقع معها الفساد في البر والبحر.
ولذا أراد الباحث من خلال هذا البحث أن يلفت الانتباه ويشير إلى عظم تربيتنا الإسلامية التي حرصت على إتمام مکارم الأخلاق ، وتهذيب السلوک الإنساني ، ليس فقط في حال السلم ، ولکن في وقت ضراوة الحرب وشراستها  يجب أن يکون المسلم متميزا في خلقه وتربيته ، فهو مطالب بأمور تعد رسالته الأساسية التي معني بإيصالها إلى الآخرين ، ولذا فتح الله لهم قلوب العالم قبل بلدانهم ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، لما رأوا من تطبيق لهذه الأخلاقيات التي لم يعرف التأريخ لها مثيلاً .
واليوم العالم بحاجة إلى نشر هذه الأخلاقيات وإيصالها لأسماعهم ، في ظل أزمة القيم والأخلاق التي يعيشها عالمنا المعاصر ، ولذا يمکن الإشارة من خلال هذه النماذج إلى ملامح تربوية  لأخلاقيات الحرب في السيرة النبوية ، والتي هي المرجعية والأصل الذي نستند إليه بعد القرآن الکريم في مصادر تربيتنا الإسلامية .