الإساءة الانفعالية لأطفال المدارس : صيغها، محدداتها، تأثيراها، ومداخل الوقاية منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية جامعة دمنهور

المستخلص

سوء معاملة الأطفال وإهمالهم ظاهرة لها ماض طويل، ولکن تاريخها قصير؛ فهي ظاهرة على نحو ما يورد طلعت منصور غبريال (2001،ص: 13) قديمة وظاهرة العصر في نفس الوقت Age – Old Phenomenon؛ وهي ليست بمشکلة جديدة، ولکنها صارت تلقى اهتمامًا مجتمعيًا متزايدًا خاصة في العقود الثلاثة الماضية ارتباطًا بتنامي الاهتمام بقضايا الطفل وإقرار حقوقه في وثائق دولية وتشريعات قانونية. فکل مرحلة تاريخية، بل ولکل ثقافة مفهومها عن الأطفال وکيفية تعاملهم.
وتنتشر مشکلة سوء معاملة الأطفال وإهمالهم بين جميع المجتمعات المتقدمة والنامية وبين أسر المتعلمين وغير المتعلمين ولو أنها في الأخيرة فيما تشير آمال عبد السميع باظة (2005،ص:2) أکثر انتشارًا وأکثر حدة وتأخذ صورًا متباينة تباين الترکيب الأسري والعلاقات داخل الأسرة. والإساءة إلى الأطفال وإهمالهم تجسيد لخلل واضح في العلاقات التفاعلية المتبادلة بين الآباء والمعلمين والکبار عمومًا من جهة والأطفال من جهة أخرى  تلک العلاقات الشخصية والتربوية والرسمية والاجتماعية التي يفترض أن تبنى على أسس ومعايير الاحترام المتبادل  والمحافظة على الحقوق وأداء الواجبات في إطار إنساني ديني أخلاقي، ونظرًا لخروج البعض عن المفروض أو الواجب، إما طمعًا أو جشعًا، أو اعتمادًا على سلطة أو نفوذ، أو استضعافًا بالآخر واستهانة به وتنازلاً من الآخر عن حقوقه إما خوفًا أو هروبًا أو ضعفًا، تضطرب العلاقة ويُساءُ لأحد الطرفين، وهذا أمر لا يکاد لا يخلو منه زمان أو مکان أو مجتمع أو ثقافة، کما أن إساءة المعاملة قد تکون أمرًا غير ذي شأن إذا کانت            في الشارع أو من فرد غير موکول إليه تربية النشء وتعليمه، إلا أن الطامة الکبرى إذا صدرت من الأب أو المعلم لابن أو تلميذ، المتوقع منه أن يکتسب منه السلوک الحميد ويتعلم الواجبات والمحافظة على الحقوق (السيد محمد عبد المجيد، 2005، ص: 237).