قال الله تعالى في کتابه العزيز ، في أول آية نزلت على نبيه محمد ، صلى الله عليه وسلم : "أقرأ باسم ربک الذي خلق" ، فکانت بذلک الرسالة الأولى للمسلمين هي البحث عن المعرفة وتدبر أمورها منذ اليوم الأول لظهور الإسلام. وقد شملت کثير من آيات القرآن الکريم الدعوة إلى التدبر والتفکر في أمر الکون ، والإنسان ، والخلق ، والحياة ، والموت ، وغيرها من مظاهر المعيشة في الأرض ؛ مما يظهر بجلاء أهمية العلم والمعرفة في الدين الإسلامي. وعلى الرغم من کون البحث عن المعرفة غريزة لدى الإنسان ، فأن الإسلام أثار هذه الغريزة ووجهها ؛ من اجل تنمية هذا الإنسان ، وتطويره، وتمکينه من الاستفادة القصوى من المصادر الطبعية في الأرض وخيراتها ، بل جعل طلب العلم فريضة على کل مسلم ومسلمة. لقد ارتبط الإسلام بالتربية تعليماً ، وتهذيباً ، وتوجيهاً ، حتى صارت التربية خاصيةً مميزة لقيم الإسلام الخالدة والتربية ، بالمفهوم الإسلامي ، هي تربية ذات أفق واسع وأساس عميق ، فهي تفتح العقل على حقائق الوجود ، وتحثّه على التأمل. وهي تربية هادفة إلى بناء الفکر ؛ لإعداد الإنسان المسلم المتوازن والمتکامل.
ويعد الشباب فئة عمرية مهمة ؛ فهم عماد الأمة ؛ وينبغي الاهتمام بإعدادهم علميا وثقافيا والاهتمام بمشکلاتهم واحتياجاتهم ؛ حتى نستطع حسن استثمار طاقاتهم إلي أقصى درجة ممکنة. ونظرا لما يتمتع به الشباب من حماس وحيوية واندفاع مع نقص من الخبرات الحياتية ؛ قد يترتب عليه بعض السلوکيات الخاطئة التي ينبغي أن تخضع للدراسة العلمية بهدف تحليل مشکلاتهم ؛ وإيجاد حلول توافقية لها ؛ من خلال إعداد البرامج الإرشادية التي تلبي احتياجاتهم ، بأقصى درجة ممکنة.
والدراسة الحالية التي تؤکد على ضرورة إشباع الحاجات النفسية التي تمثل الدعامة الأساسية ؛ لتحقيق قدر مناسب من التوافق النفسي في کل الجوانب النفسية والفسيولوجية والاجتماعية للطالبة الجامعية .
ومن أجل تعرف أهم الاحتياجات النفسية ومتطلبات الفتاة الجامعية بکلية التربية بجامعة طيبة , تم تطبيق "استبيان الحاجات النفسية" د. أنور الشرقاوي "1989" على عدد عشوائي من طالبات کلية التربية ؛ لتعرف احتياجات الفتاة الجامعية کما تدرکها الطالبة هذا من جانب ، ومن جانب اخر تعرف الى أي درجة حقق التعليم الجامعي احتياجات الفتاة الجامعية بکلية التربية , تأهبا لسرد عدد من التوصيات التربوية والبحوث العلمية المقترحة للتناول المنظم ؛ بتصميم برامج ارشادية لتحليل احتياجات الفتاة ، وکيفية تحقيقها على سنوات مستقبلية اخرى ، بأذن الله .