المناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية بمدينة جدة وعلاقته بسلوك الصمت التنظيمي لدى المعلمين

المستخلص:

هدفت الدراسة إلى التعرف على المناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية من وجهة نظر المعلمين، كما هدفت إلى التعرف على مستوى سلوك الصمت التنظيمي لدى معلمي المرحلة الابتدائية في المدارس الأهلية من وجهة نظرهم، وكذلك الكشف عن علاقة المناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية بسلوك الصمت التنظيمي لدى المعلمين، والكشف عن الفروق ذات الدلالة الاحصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم للمناخ التنظيمي السائد تبعاً لاختلاف متغيرات (الخبرة والمؤهل والعمر)، والكشف عن الفروق ذات الدلالة الإحصائية بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم لمستوى سلوك الصمت التنظيمي لديهم تبعاً لاختلاف متغيرات (الخبرة والمؤهل والعمر).      وتحقيقاً لأهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج الوصفي بشقيه (المسحي والارتباطي)، وقام الباحث بتصميم استبانة مكونة من محورين رئيسين هما: المحور الأول "المناخ التنظيمي" وتضمن ستة أبعاد هي "سلوك المدير الداعم، سلوك المدير التوجيهي، سلوك المدير التقييدي، سلوك المعلم كزميل، سلوك المعلم الحميم، سلوك المعلم الانعزالي"، وأما المحور الثاني فهو "سلوك الصمت التنظيمي". وقد تم اختيار عينة الدراسة بطريقة العينة العشوائية البسيطة، حيث شملت الدراسة معلمي المرحلة الابتدائية بالمدارس الأهلية في مدينة جدة وكان عدد العينة (٣٧٤) معلماً بنسبة (١٦.٧٪) من إجمالي أفراد مجتمع الدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى نتائج كان من أهمها: أن جميع سلوكات المناخ التنظيمي تحدث بدرجة عالية في المدارس الابتدائية الأهلية بمدينة جدة من وجهة نظر المعلمين، فيما عدا (سلوك المعلم الانعزالي) الذي جاء في الترتيب الأخير بدرجة حدوث (ضعيفة). وجاء في الترتيب الأول من سلوكات المناخ التنظيمي بالمدارس الابتدائية الأهلية بمدينة جدة (سلوك المعلم كزميل)، يليه (سلوك المدير الداعم)، ثم (سلوك المدير التوجيهي)، ثم (سلوك المدير التقييدي)، ثم (سلوك المعلم الحميمي) وجميعها بدرجة حدوث (عالية) من وجهة نظر المعلمين. كما أظهرت الدراسة أن مستوى سلوك الصمت التنظيمي لدى معلمي المدارس الابتدائية الأهلية في مدينة جدة جاء بدرجة (متوسطة) من وجهة نظرهم. كما أظهرت الدراسة وجود علاقة ارتباطية (عكسية) متوسطة القيمة وذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين (سلوك المدير الداعم) كأحد أبعاد المناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية بمدينة جدة ومستوى سلوك الصمت التنظيمي لدى المعلمين. وأيضاً وجود علاقة ارتباطية (عكسية) ضعيفة القيمة وذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين (سلوك المدير التوجيهي، سلوك المعلم كزميل، سلوك المعلم الحميم) ومستوى سلوك الصمت التنظيمي لدى المعلمين. كما أظهرت الدراسة وجود علاقة ارتباطية (طردية) متوسطة القيمة وذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين (سلوك المدير التقييدي، سلوك المعلم الانعزالي) ومستوى سلوك الصمت التنظيمي لدى المعلمين. كما بينت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم للمناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية في مدينة جدة في كل من الأبعاد (سلوك المدير الداعم، سلوك المدير التوجيهي، سلوك المدير التقييدي، سلوك المعلم كزميل، سلوك المعلم الحميمي، سلوك المعلم الانعزالي) تعزى إلى اختلاف المؤهل العلمي والعمر. وأيضاً بينت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم للمناخ التنظيمي السائد في المدارس الابتدائية الأهلية في مدينة جدة في كل من الأبعاد (سلوك المدير الداعم، سلوك المدير التوجيهي، سلوك المدير التقييدي، سلوك المعلم كزميل، سلوك المعلم الحميمي، سلوك المعلم الانعزالي) تعزى إلى اختلاف سنوات الخبرة. كما أوضحت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05) بين متوسطات استجابات المعلمين حول تقديرهم لمستوى سلوك الصمت التنظيمي لديهم تعزى إلى اختلاف المؤهل العلمي والعمر وسنوات الخبرة. وفي ضوء نتائج الدراسة توصل الباحث لعدد من التوصيات أهمها: إنشاء إدارة مستقلة تحت مسمى "إدارة الاتصال المؤسسي" يكون أحد مهامها الإسهام بتوفير مناخ تنظيمي يدعو إلى الانفتاح في التواصل بين المعلمين وإداراتهم من خلال عمليات ووسائل مختلفة، كذلك اختيار وتوظيف القيادات التي تتبنى مبدأ الشفافية الإدارية وتدعمه وتسعى إلى تمكين العاملين وتعزيز العمل الجماعي. بالإضافة إلى العمل على التخلص من العوامل المؤثرة في صمت العاملين، وأيضاً تغيير شكل الهيكل التنظيمي من الشكل الهرمي التقليدي إلى الشكل المائل إلى المتفلطح، وذلك حتى تتغير العلاقات وخطوط السلطة وعليه يتم تحسين عملية الاتصال. كما أوصت الدراسة بضرورة تبني المدارس لسياسة الباب المفتوح، وتحويل مناخها التنظيمي السائد إلى أن يكون مناخاً تنظيمياً مفتوحاً تسهل فيه عملية التواصل ويحترم فيه رأي المعلم ويؤخذ به.